كل شئ عن نشأه الارض
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كل شئ عن نشأه الارض
الماء:
الماء سائل شفاف عديم اللون والطعم والرائحة وهو يتكون من عنصري الهيدروجين والأكسجين ويعتبر الماء أساس معظم المقاييس الطبيعية للمواد ويزداد حجم الماء عند تجمده وتنقص كثافته أي أن كثافة الجليد أقل من كثافة الماء ونظراً للخواص الفريدة للماء فهو يعتبر السائل الرئيسي في الحياة ولا تقتصر أهمية الماء على كونه مذيباً جيداً بل إنه يدخل في تفاعلات كيميائية هامة منها ماله أهمية قصوى في دورة الحياة كعملية التمثيل الضوئي للنبات حيث يتحد مع ثاني اكسيد الكربون ليكون مواد عضوية وأكسجين ، ويغطي الماء حوالي ثلثي سطح الكرة الأرضية ويوجد في صور مختلفة في المحيطات والبحار والبحيرات والأنهار ومنها المالح والعذب بالإضافة للمياه الجوفية وجبال الجليد الموجودة في المناطق القطبية والماء لا يقل أهمية عن الهواء بالنسبة للإنسان ولمعظم الكائنات الحية لذلك يعتبر أهم مركب كيميائي في الكون فهو المكون الأساسي لمعظم الكائنات الحية إذ أن ثلثي وزن جسم الإنسان عبارة عن ماء وليس هناك أبلغ وصفاً لأهمية الماء من قوله تعالى:
( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ) الأنبياء (30)
مضمون هذه الدراسة:
هذه الدراسة تبحث في كيفية نشأة الغلاف المائي؟ وتحوي أكثر من معجزة:
أولاً: إنزال الماء ( مصدر الماء من خارج الكرة الأرضية ).
ثانياً: دورة الماء في الكرة الأرضية.
ثالثاً: الغلاف الجوي للكرة الأرضية هو الذي حفظ الماء من التبدد في الكون.
رابعاً: الإعجاز الرقمي.
آيات الماء في القرآن الكريم عديدة وتفسير كل آية من هذه الآيات يدل على نزول الماء من السماء على هيئة مطر أي خضوعه لدورة الماء في الطبيعة:
قال تعالى: ( الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) البقرة (22)
وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ المَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ المَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ الأعراف (57)
قال تعالى:(وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ) الزخرف (11)
ولكن آية واحدة تدل على أن هذا الماء أنزل من السماء العليا كما أنزل الحديد أي أن الماء مصدره من خارج الكرة الأرضية وهي الآية الثامنة عشر من سورة المؤمنون:
(وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) المؤمنون ( 18)
وهنا لابد لنا من ذكر محاوران أساسيان المحور الأول تركيب الكرة الأرضية والثاني دورة الماء في الكرة الأرضية.
أولاً: تركيب الكرة الأرضية:
أ- أغلفة تحت السطح:
1- القشرة الأرضية:
وهي الغطاء الخارجي للوشاح ومكونة من صخور أقل كثافة يتراوح سمكها بين بضعة كيلومترات تحت المحيطات و70 كيلومتراً تحت الجبال العالية وهي نوعان:
القشرة القارية والقشرة المحيطية مع ارتفاع درجة حرارة الأرض كلما ابتعدنا عن سطحها وفوران الصهير المكون للوشاح يجعل القشرة الأرضية غير ثابتة وفي حالة حركة دائمة لعدة عوامل منها فروق الكثافات النوعية للصخور المكونة للقشرة الأرضية ، واختلاف مجموع أوزان الأعمدة الصخرية للقارات والمحيطات والجبال ، فوق الطبقة العليا من الوشاح والتي تكون شبه منصهرة ، أو سائلة سيولة شديدة اللزوجة.
2- الوشاح:
يحيط باللب ويصل سمكه إلى 2880 كيلومتراً ، ويتكون من صخور صلبة عالية الكثافة يدخل في تركيبها عنصرا الحديد والماغنيسيوم داخله صلب وخارجه منصهر والطبقة العليا للوشاح شبه منصهرة وهي تلعب دوراً هاماً في أصل نشوء الزلازل.
3- اللب:
يقع على عمق 2900 كيلومتر من سطح الأرض الجزء الداخلي منه صلب والجزء الخارجي منه منصهر إلى حد السيولة ويتكون هذان الجزآن من عنصر الحديد وبعض عناصر أخرى .
ب- أغلفة تحيط بسطح الأرض:
يشتمل سطح الأرض على اليابسة والماء والحياة والجو ويكون كل واحد من هذه الأقسام غلافاً خاصاً ينسب إليه فاليابسة تكون الغلاف الصخري الذي يشتمل على القارات والجزر وقيعان المحيطات والبحار والأنهار والغلاف المائي الذي يشتمل على مياه المحيطات والبحار والأنهار ويكون الغلاف الجوي الهواء والغازات الأخرى كما تكون الأحياء التي تعيش في القارات والمحيطات والجو ما يسمى بالغلاف الحيوي.
1- الغلاف المائي:
ويشمل جميع أنواع صور المياه المعروفة وينقسم إلى قسمين هما مياه عذبة ومياه مالحة.
2 - الغلاف الجوي:
وهو طبقة الهواء التي تحيط بالأرض ويتكون من خليط من غازات مختلفة بنسب متفاوتة وتختلف نسبة المواد المكونة للهواء من وقت لآخر.. بل من مكان لآخر ويحيط الغلاف الجوي بالكرة الأرضية إحاطة تامة ويرتبط بها ولا يستطيع الإنفكاك عنها بسبب الجاذبية الأرضية التي تشده نحو مركزها ولو كانت جاذبية الأرض على الهواء ضعيفة لرق الغلاف الجوي أو تلاشي فالكواكب الصغيرة ذات الجاذبية الضعيفة لا جو لها تقريباً مثل القمر وكوكب عطارد ، ويلعب الغلاف الجوي دوراً رئيسياً في حفظ درجة حرارة الأرض من الإنخفاض الشديد الذي قد تتعذر الحياة معه كما يقوم الغلاف الجوي بالعديد من الوظائف الأخرى منها منع وصول الأشعة الكونية الضارة بالإنسان إلى الأرض وأهمها حفظ الماء من التبدد في الكون.
ثانياً: دورة الماء في الكرة الأرضية:
تبدأ بالبخرهو العملية التي يتحول بموجبها الماء من سائل إلى غاز أو بخار، ويعد الطريقة الرئيسية لانتقال المياه مرة أخرى إلى دورة الماء لتصبح بخار ماء داخل الغلاف الجوي وتعتبر الحرارة (الطاقة) التي توفرها الشمس ضرورية لحدوث التبخر وكما أن التبخر يزيل الحرارة من البيئة ويخزن الماء في الغلاف الجوي على هيئة بخار وسحب ورطوبة.
ثم بعد ذلك تأتي عملية التكثف هو عملية تحول الماء من حالته الغازية (بخار) إلى سائل والتكثف مهم بالنسبة لدورة الماء لأنه يشكل السحب التي تتسبب بدورها في تكثف البخار ليصبح مطراً أو ندى ، وهو الوسيلة الرئيسية لعودة الماء إلى الأرض ولذلك فإن التكثف هو عكس التبخر تماماً يلي ذلك التساقط هو خروج الماء من السحب على شكل أمطار، أو ثلج أو جليد أو برد وهو الوسيلة الرئيسية لعودة الماء الموجود في الغلاف الجوي إلى الأرض ومعظم الماء المتساقط من الغلاف الجوي يهطل كأمطار وتعتبر كمية الماء المتبخر هي تقريباً نفس كمية الماء التي تعود إلى الأرض كأمطار.
فروض ونظريات:
وضعت نظريات عديدة لتفسير نشأة الغلاف المائي للأرض فأي من هذه الفروض والنظريات أقرب إلى الحقيقية؟:
1- نشأة ماء الأرض في المراحل الأولي من خلق الأرض وذلك بتفاعل كل من غازي الهيدروجين والأوكسجين في حالتهما الذرية في الغلاف الغازي المحيط بالأرض.
2- أن ماء الأرض أصله من جليد المذنبات تكون في التشكيل النهائي للكرة الأرضية.
3- أن كل ماء الأرض قد أخرج من جوفها , ولا يزال خروجه مستمراً عبر الثورات البركانية.
المذنبات:
المذنب هو تجمع من الغبار والجليد تشكل نواة المذنب ويدور المذنب حول الشمس في مدار بيضوي شديد الاستطالة وبذلك فالمذنب يقضي في مداره وقتاً طويلاً جداً وهو بعيد عن الشمس دون أن يناله من طاقتها إلا القليل إلا أن اقترابه من الشمس يبخر أجزائه الخارجية فتحيط بالمذنب على هيئة غيمة لامعة.
النيازك:
النيازك عبارة عن أجسام حجرية أو معدنية تدور في فلك الشمس وهي أصغر من الكويكبات وتعود النيازك في نشأتها إلى حزام الكويكبات حيث تشكلت من عدة تصادمات لكويكبات مما سبب في تحطم تلك الكويكبات واتخاذ شظاياها مدارات مختلفة عن مدارالأجسام المتصادمة مما يمكن بعضها من اختراق مدار الأرض والاصطدام بها وتحترق معظم النيازك تماماً خلال اختراقها للغلاف الجوي ولكن بعضها قد يصل إلى الأرض دون احتراق تام يوجد منها نوعان رئيسان هما :
1- النيازك الحديدية. 2- النيازك الحجرية.
((استنتج العلماء أن عنصر الهيدروجين وهو أحد مكونات الماء الرئيسية أنه شحيح للغاية في الأرض وبالتالي يصعب معه نشأة الغلاف المائي داخل الكرة الأرضية ))
(( وتشير الدراسات الحديثة على أن أصل الماء من مصدر خارج الكرة الأرضية أي نشأة الغلاف المائي في التشكيل النهائي للكرة الأرضية فقد أكتشف العلماء أن المذنبات تحتوي على أعظم نسبة من الماء ويقترح العديد من العلماء بأن قصف المذنبات هو الذي جلب الماء للأرض في نهاية تشكلها حيث يقول: العالم ديلسيم وهو فيزيائي فلكي منذ أكثر من بليون سنة على الأقل مئات الملايين من المذنبات والنيازك قد اصطدمت بالأرض وهذا القصف كان من الممكن أن يكون ثقيلاً بالأخص بعدما تشكلت الأرض إذاً تكون الغلاف المائي للكرة الأرضية نتيجة لإصابة الأرض بوابل من المذنبات والنيازك))
حتى أن الباحثون استعملوا نظام تصوير بشكل معدل لتَسجيل الملاحظاتِ المباشرةِ الأولى للماءِ في النيازكِ التي تَدْخلُ جوَّ الأرضِ. مما قدّمُ تأكيد بصريَ للماءِ في ذيولِ (وابل نيزكِ ليوند) وهي تدَخل جو الأرضَ.
الإعجاز في هذه الدراسة:
الحقيقة العلمية:
(أن ماء الأرض أصله من جليد المذنبات تكون في التشكيل النهائي للكرة الأرضية)
الآية القرآنية:
(وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) المؤمنون ( 18)
المعني اللغوي: ( فَأَسْكَنَّاهُ) سكن: استقر ، أقام به استوطنه فهو ساكن .
خلاصة أقوال المفسرين:
ذكر ابن كثير( يرحمه الله) ما نصه: يذكر الله تعالي نعمه علي عبيده التي لا تعد ولا تحصي في إنزاله القطر من السماء بقدر , أي بحسب الحاجة , لا كثيراً فيفسد الأرض والعمران , ولا قليلا فلا يكفي الزرع والثمار, بل بقدر الحاجة إليه من السقي والشرب والانتفاع به وقوله:( فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ) أي جعلنا الماء إذا نزل من السحاب يخلد في الأرض , وجعلنا في الأرض قابلية إليه , تشربه , ويتغذي به ما فيها من الحب والنوي وبلطفه ورحمته ينزل عليكم المطر من السحاب عذباً فراتاً زلالاً , فيسكنه في الأرض , ويسلكه ينابيع في الأرض, فيفتح العيون والأنهار, ويسقي به الزروع والثمار.
وجاء في باقي التفاسير كلام مشابه تماماً لما ذكره ابن كثير, فيما عدا (المنتخب في تفسير القرآن الكريم) والذي أشار في هامشه إلي شئ من ارتباط هذه الآية الكريمة بدورة الماء حول الأرض وأضاف:
وتشير هذه الآية إلي الحكمة العالية في توزيع الماء بقدر أي : بتقدير لائق حكيم , لاستجلاب المنافع ودفع المضار.. ثم معني آخر للآية الكريمة يفيد أن مشيئة الخالق ــ جل وعلا ــ اقتضت أن تسكن في الأرض كمية معلومة من المياه في محيطاتها وبحارها تكفي لحدوث التوازن الحراري المناسب في هذا الكوكب , وعدم وجود فروق عظيمة بين درجات حرارة الصيف والشتاء لا تلائم الحياة , كما في بعض الكواكب والتوابع كالقمر... كما أن مياه الأرض أنزلت بقدر معلوم , لا يزيد فيغطي كل سطحها, ولا يقل فيقصر دون ري الجزء البري منها.
أولاً: إنزال الماء:
سبق القرآن الكريم العلم في الإشارة إلى حقيقة علمية أن الماء مصدره من خارج الكرة الأرضية وأن الله تعالى قد أنزله إلى الأرض بقدر معلوم أي أن الماء أنزل إلى الأرض إنزالاً كما أنزل الحديد:
وجه الإعجاز في الآية الكريمة هو دلالة لفظ (أنزلنا) يليه لفظ (فأسكناه)الذي يفيد نزول الماء من مكان أعـلى (السماء) إلى مكان إسكانه (الأرض) وهـذا ما كشفت عنه الدراسات الفضائية والجيولوجية في العصر الحديث فلفظ الإنزال سبق الإسكان وهذا مايدل على أن الماء مصدره من خارج الكرة الأرضية ونتيجة لدورة الماء في الطبيعة هل خرج الماء خارج نطاق الكرة الأرضية بأغلفتها المختلفة المتكونة من: الغلاف الصخري والغلاف الجوي؟ إذاً الماء الموجود داخل الكرة الأرضية هو نفس الماء الذي أنزل أول مرة فلو أن تفسير هذه الآية يدل على ماء المطر فهل هذا الماء بعدما سقط من السماء هل سكن في الأرض أي في الغلاف الصخري على هيئة مياه جوفية؟ بالطبع لا... إذاً هذا الماء خاضع لدورة الماء المنتظمة.
ثانياً: دورة الماء:
كل هذه الدورة المختلفة للماء ما كانت لتعرف حين تنزل القرآن فكان يظن قديماُ أن هذا الماء الذي ينزل من السماء على هيئة مطر هو ماء جديد في كل مرة بالرغم من أن هذا الماء أنزل جملة واحدة ودار دورته المختلفة في الكرة الأرضية وباكتشاف (دورة الماء) فكمية الماء المتبخرة هي نفس كمية الماء التي تعود إلى الأرض كأمطار وبعدما توصلت الأبحاث والنظريات أن الماء من مصدر خارج الكرة الأرضية يكمن الإعجاز في قوله تعالى (فَأَسْكَنَّاهُ) وهو لفظ دقيق معجز يفيد المعنى: أستقر واستوطن فقد سبق القرآن الكريم العلم عندما تحدث عن إنزال الماء وإسكانه في الأرض بأغلفتها المختلفة والأرض ليست بغلافها الصخري فقط بل تتكون من عدة أغلفة أهمها الغلاف المائي الذي نحن بصدده ويليه الغلاف الجوي (الغازي) الذي حافظ على إسكان الماء فتبارك رب العزة عندما قال: ( فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ).
ثالثاً: الغلاف الجوي:
يحيط الغلاف الجوي بالكرة الأرضية إحاطة تامة ويرتبط بها ولا يستطيع الإنفكاك عنها بسبب الجاذبية الأرضية التي تشده نحو مركزها ولو كانت جاذبية الأرض على الهواء ضعيفة لرق الغلاف الجوي أو تلاشي وهو الذي حافظ على هذا الماء داخلها حيث نلاحظ أن بعض الكواكب لا تحتوي على ماء نظراً لعدم وجود غلاف جوي لها مثل كوكب عطارد وكذلك القمر وهنا يكمن الإعجاز في الآية الكريمة وبلفظها الدقيق (فَأَسْكَنَّاهُ) هذه الحبكة الغازية حول الكرة الأرضية هي التي حافظت على الماء من التبدد فما زال الماء يسكن الأرض ولم تتناقص كميته أو تزيد منذ إنزاله للأرض بالرغم من خضوعه لدورته المختلفة فلو لم يكن للأرض غلافاً جوياً ما احتفظت الأرض بمائها ولتبدد في صفحة الكون.
رابعاً: الإعجاز الرقمي (التوافق العددي):
مجموع رقمي سورة المؤمنون وعدد آياتها ( 23+ 18)=41 وهذا الرقم يساوي مجموع أرقام كلمة (ماء) نكرة ومجموع أرقام كلمة (الماء) معرفة يساوي 72 وهي النسبة المئوية لوجود للماء في الكرة الأرضية وهذه المعلومة مشابهة تماماً لكلمة (الحديد) نكرة تساوي (26) العدد الذري ومعرفة تساوي (57) الوزن الذري مما يدل على عظمة اللغة العربية وعظمة القرآن الكريم.
العدد الذري للهيدروجين = 1 والعدد الذري للأكسجين = 8
الكـتـلة الـذريـة للهيــدروجـين تسـاوي (2.00784) والكـتلة الـذريـة للأكسـجين تســاوي (15.9994) وحـدة كـتل ذريـة وتستخـدم الكتلة الجـزيئية في حسـاب لقـياس الكـمي وحـيث أن الجـزيئات تكونت من تفاعـل كيـميائي وليـس عـن طريق تفاعـل نووي فإن الكتلة الجزيئية لجـزيء تسـاوي بالضبط مجموع الاوزان الـذرية للذرات المكونة له أي أن كتلة الماء الجزيئية الكتلة الجزيئية تساوي مجموع عدد كتلتي كل مـن عـنصري الهيـدروجـين والأكسجين تساوي ( 2.00784) + (15.9994) تساوي (18.00724) وحدة كتل ذرية وكتلة أكثر جزيئات الماء تواجدا تساوي (18.0105) وحدة كتل ذرية.
كتلة الماء تساوي (18.0105) وحدة كتل ذرية
وهـذا الرقـم هـو رقـم الآية الخـاصة بإنزال المـاء وهي الآية الثـامنة عـشر من سورة المؤمنون:
(وَأَنْزَلْنَا مِنَ السّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ( المؤمنون ( 18)
خاتمة:
وهنا تساؤل هل يستطيع العقل البشري أن يتوصل للمصدر الرئيسي للماء؟
لذلك فهذه النظرية (أن نشأة الغلاف المائي نتيجة لقصف المذنبات والنيازك) هي أقرب الحقائق العلمية ولا نقول أصحها بل أقربها نأخذ منها فقط توجيه الأنظار إلي أن مصدر الماء من خارج الكرة الأرضية عملية (إنزال الماء) وهو ما تشير إليه الآية الثامنة عشر من سورة المؤمنون وكذلك في قوله تعالى: (بِقَدَرٍ) والتي تدل على وجود مصدر رئيسي للماء في السماء العليا أنزل منه ماء الأرض وما يؤكد ذلك قوله تعالي:( وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) أي ماء؟! فمن المحتمل أن يكون هذا الماء هو المصدر الفعلي لماء الأرض.
الماء سائل شفاف عديم اللون والطعم والرائحة وهو يتكون من عنصري الهيدروجين والأكسجين ويعتبر الماء أساس معظم المقاييس الطبيعية للمواد ويزداد حجم الماء عند تجمده وتنقص كثافته أي أن كثافة الجليد أقل من كثافة الماء ونظراً للخواص الفريدة للماء فهو يعتبر السائل الرئيسي في الحياة ولا تقتصر أهمية الماء على كونه مذيباً جيداً بل إنه يدخل في تفاعلات كيميائية هامة منها ماله أهمية قصوى في دورة الحياة كعملية التمثيل الضوئي للنبات حيث يتحد مع ثاني اكسيد الكربون ليكون مواد عضوية وأكسجين ، ويغطي الماء حوالي ثلثي سطح الكرة الأرضية ويوجد في صور مختلفة في المحيطات والبحار والبحيرات والأنهار ومنها المالح والعذب بالإضافة للمياه الجوفية وجبال الجليد الموجودة في المناطق القطبية والماء لا يقل أهمية عن الهواء بالنسبة للإنسان ولمعظم الكائنات الحية لذلك يعتبر أهم مركب كيميائي في الكون فهو المكون الأساسي لمعظم الكائنات الحية إذ أن ثلثي وزن جسم الإنسان عبارة عن ماء وليس هناك أبلغ وصفاً لأهمية الماء من قوله تعالى:
( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ) الأنبياء (30)
مضمون هذه الدراسة:
هذه الدراسة تبحث في كيفية نشأة الغلاف المائي؟ وتحوي أكثر من معجزة:
أولاً: إنزال الماء ( مصدر الماء من خارج الكرة الأرضية ).
ثانياً: دورة الماء في الكرة الأرضية.
ثالثاً: الغلاف الجوي للكرة الأرضية هو الذي حفظ الماء من التبدد في الكون.
رابعاً: الإعجاز الرقمي.
آيات الماء في القرآن الكريم عديدة وتفسير كل آية من هذه الآيات يدل على نزول الماء من السماء على هيئة مطر أي خضوعه لدورة الماء في الطبيعة:
قال تعالى: ( الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) البقرة (22)
وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ المَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ المَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ الأعراف (57)
قال تعالى:(وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ) الزخرف (11)
ولكن آية واحدة تدل على أن هذا الماء أنزل من السماء العليا كما أنزل الحديد أي أن الماء مصدره من خارج الكرة الأرضية وهي الآية الثامنة عشر من سورة المؤمنون:
(وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) المؤمنون ( 18)
وهنا لابد لنا من ذكر محاوران أساسيان المحور الأول تركيب الكرة الأرضية والثاني دورة الماء في الكرة الأرضية.
أولاً: تركيب الكرة الأرضية:
أ- أغلفة تحت السطح:
1- القشرة الأرضية:
وهي الغطاء الخارجي للوشاح ومكونة من صخور أقل كثافة يتراوح سمكها بين بضعة كيلومترات تحت المحيطات و70 كيلومتراً تحت الجبال العالية وهي نوعان:
القشرة القارية والقشرة المحيطية مع ارتفاع درجة حرارة الأرض كلما ابتعدنا عن سطحها وفوران الصهير المكون للوشاح يجعل القشرة الأرضية غير ثابتة وفي حالة حركة دائمة لعدة عوامل منها فروق الكثافات النوعية للصخور المكونة للقشرة الأرضية ، واختلاف مجموع أوزان الأعمدة الصخرية للقارات والمحيطات والجبال ، فوق الطبقة العليا من الوشاح والتي تكون شبه منصهرة ، أو سائلة سيولة شديدة اللزوجة.
2- الوشاح:
يحيط باللب ويصل سمكه إلى 2880 كيلومتراً ، ويتكون من صخور صلبة عالية الكثافة يدخل في تركيبها عنصرا الحديد والماغنيسيوم داخله صلب وخارجه منصهر والطبقة العليا للوشاح شبه منصهرة وهي تلعب دوراً هاماً في أصل نشوء الزلازل.
3- اللب:
يقع على عمق 2900 كيلومتر من سطح الأرض الجزء الداخلي منه صلب والجزء الخارجي منه منصهر إلى حد السيولة ويتكون هذان الجزآن من عنصر الحديد وبعض عناصر أخرى .
ب- أغلفة تحيط بسطح الأرض:
يشتمل سطح الأرض على اليابسة والماء والحياة والجو ويكون كل واحد من هذه الأقسام غلافاً خاصاً ينسب إليه فاليابسة تكون الغلاف الصخري الذي يشتمل على القارات والجزر وقيعان المحيطات والبحار والأنهار والغلاف المائي الذي يشتمل على مياه المحيطات والبحار والأنهار ويكون الغلاف الجوي الهواء والغازات الأخرى كما تكون الأحياء التي تعيش في القارات والمحيطات والجو ما يسمى بالغلاف الحيوي.
1- الغلاف المائي:
ويشمل جميع أنواع صور المياه المعروفة وينقسم إلى قسمين هما مياه عذبة ومياه مالحة.
2 - الغلاف الجوي:
وهو طبقة الهواء التي تحيط بالأرض ويتكون من خليط من غازات مختلفة بنسب متفاوتة وتختلف نسبة المواد المكونة للهواء من وقت لآخر.. بل من مكان لآخر ويحيط الغلاف الجوي بالكرة الأرضية إحاطة تامة ويرتبط بها ولا يستطيع الإنفكاك عنها بسبب الجاذبية الأرضية التي تشده نحو مركزها ولو كانت جاذبية الأرض على الهواء ضعيفة لرق الغلاف الجوي أو تلاشي فالكواكب الصغيرة ذات الجاذبية الضعيفة لا جو لها تقريباً مثل القمر وكوكب عطارد ، ويلعب الغلاف الجوي دوراً رئيسياً في حفظ درجة حرارة الأرض من الإنخفاض الشديد الذي قد تتعذر الحياة معه كما يقوم الغلاف الجوي بالعديد من الوظائف الأخرى منها منع وصول الأشعة الكونية الضارة بالإنسان إلى الأرض وأهمها حفظ الماء من التبدد في الكون.
ثانياً: دورة الماء في الكرة الأرضية:
تبدأ بالبخرهو العملية التي يتحول بموجبها الماء من سائل إلى غاز أو بخار، ويعد الطريقة الرئيسية لانتقال المياه مرة أخرى إلى دورة الماء لتصبح بخار ماء داخل الغلاف الجوي وتعتبر الحرارة (الطاقة) التي توفرها الشمس ضرورية لحدوث التبخر وكما أن التبخر يزيل الحرارة من البيئة ويخزن الماء في الغلاف الجوي على هيئة بخار وسحب ورطوبة.
ثم بعد ذلك تأتي عملية التكثف هو عملية تحول الماء من حالته الغازية (بخار) إلى سائل والتكثف مهم بالنسبة لدورة الماء لأنه يشكل السحب التي تتسبب بدورها في تكثف البخار ليصبح مطراً أو ندى ، وهو الوسيلة الرئيسية لعودة الماء إلى الأرض ولذلك فإن التكثف هو عكس التبخر تماماً يلي ذلك التساقط هو خروج الماء من السحب على شكل أمطار، أو ثلج أو جليد أو برد وهو الوسيلة الرئيسية لعودة الماء الموجود في الغلاف الجوي إلى الأرض ومعظم الماء المتساقط من الغلاف الجوي يهطل كأمطار وتعتبر كمية الماء المتبخر هي تقريباً نفس كمية الماء التي تعود إلى الأرض كأمطار.
فروض ونظريات:
وضعت نظريات عديدة لتفسير نشأة الغلاف المائي للأرض فأي من هذه الفروض والنظريات أقرب إلى الحقيقية؟:
1- نشأة ماء الأرض في المراحل الأولي من خلق الأرض وذلك بتفاعل كل من غازي الهيدروجين والأوكسجين في حالتهما الذرية في الغلاف الغازي المحيط بالأرض.
2- أن ماء الأرض أصله من جليد المذنبات تكون في التشكيل النهائي للكرة الأرضية.
3- أن كل ماء الأرض قد أخرج من جوفها , ولا يزال خروجه مستمراً عبر الثورات البركانية.
المذنبات:
المذنب هو تجمع من الغبار والجليد تشكل نواة المذنب ويدور المذنب حول الشمس في مدار بيضوي شديد الاستطالة وبذلك فالمذنب يقضي في مداره وقتاً طويلاً جداً وهو بعيد عن الشمس دون أن يناله من طاقتها إلا القليل إلا أن اقترابه من الشمس يبخر أجزائه الخارجية فتحيط بالمذنب على هيئة غيمة لامعة.
النيازك:
النيازك عبارة عن أجسام حجرية أو معدنية تدور في فلك الشمس وهي أصغر من الكويكبات وتعود النيازك في نشأتها إلى حزام الكويكبات حيث تشكلت من عدة تصادمات لكويكبات مما سبب في تحطم تلك الكويكبات واتخاذ شظاياها مدارات مختلفة عن مدارالأجسام المتصادمة مما يمكن بعضها من اختراق مدار الأرض والاصطدام بها وتحترق معظم النيازك تماماً خلال اختراقها للغلاف الجوي ولكن بعضها قد يصل إلى الأرض دون احتراق تام يوجد منها نوعان رئيسان هما :
1- النيازك الحديدية. 2- النيازك الحجرية.
((استنتج العلماء أن عنصر الهيدروجين وهو أحد مكونات الماء الرئيسية أنه شحيح للغاية في الأرض وبالتالي يصعب معه نشأة الغلاف المائي داخل الكرة الأرضية ))
(( وتشير الدراسات الحديثة على أن أصل الماء من مصدر خارج الكرة الأرضية أي نشأة الغلاف المائي في التشكيل النهائي للكرة الأرضية فقد أكتشف العلماء أن المذنبات تحتوي على أعظم نسبة من الماء ويقترح العديد من العلماء بأن قصف المذنبات هو الذي جلب الماء للأرض في نهاية تشكلها حيث يقول: العالم ديلسيم وهو فيزيائي فلكي منذ أكثر من بليون سنة على الأقل مئات الملايين من المذنبات والنيازك قد اصطدمت بالأرض وهذا القصف كان من الممكن أن يكون ثقيلاً بالأخص بعدما تشكلت الأرض إذاً تكون الغلاف المائي للكرة الأرضية نتيجة لإصابة الأرض بوابل من المذنبات والنيازك))
حتى أن الباحثون استعملوا نظام تصوير بشكل معدل لتَسجيل الملاحظاتِ المباشرةِ الأولى للماءِ في النيازكِ التي تَدْخلُ جوَّ الأرضِ. مما قدّمُ تأكيد بصريَ للماءِ في ذيولِ (وابل نيزكِ ليوند) وهي تدَخل جو الأرضَ.
الإعجاز في هذه الدراسة:
الحقيقة العلمية:
(أن ماء الأرض أصله من جليد المذنبات تكون في التشكيل النهائي للكرة الأرضية)
الآية القرآنية:
(وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) المؤمنون ( 18)
المعني اللغوي: ( فَأَسْكَنَّاهُ) سكن: استقر ، أقام به استوطنه فهو ساكن .
خلاصة أقوال المفسرين:
ذكر ابن كثير( يرحمه الله) ما نصه: يذكر الله تعالي نعمه علي عبيده التي لا تعد ولا تحصي في إنزاله القطر من السماء بقدر , أي بحسب الحاجة , لا كثيراً فيفسد الأرض والعمران , ولا قليلا فلا يكفي الزرع والثمار, بل بقدر الحاجة إليه من السقي والشرب والانتفاع به وقوله:( فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ) أي جعلنا الماء إذا نزل من السحاب يخلد في الأرض , وجعلنا في الأرض قابلية إليه , تشربه , ويتغذي به ما فيها من الحب والنوي وبلطفه ورحمته ينزل عليكم المطر من السحاب عذباً فراتاً زلالاً , فيسكنه في الأرض , ويسلكه ينابيع في الأرض, فيفتح العيون والأنهار, ويسقي به الزروع والثمار.
وجاء في باقي التفاسير كلام مشابه تماماً لما ذكره ابن كثير, فيما عدا (المنتخب في تفسير القرآن الكريم) والذي أشار في هامشه إلي شئ من ارتباط هذه الآية الكريمة بدورة الماء حول الأرض وأضاف:
وتشير هذه الآية إلي الحكمة العالية في توزيع الماء بقدر أي : بتقدير لائق حكيم , لاستجلاب المنافع ودفع المضار.. ثم معني آخر للآية الكريمة يفيد أن مشيئة الخالق ــ جل وعلا ــ اقتضت أن تسكن في الأرض كمية معلومة من المياه في محيطاتها وبحارها تكفي لحدوث التوازن الحراري المناسب في هذا الكوكب , وعدم وجود فروق عظيمة بين درجات حرارة الصيف والشتاء لا تلائم الحياة , كما في بعض الكواكب والتوابع كالقمر... كما أن مياه الأرض أنزلت بقدر معلوم , لا يزيد فيغطي كل سطحها, ولا يقل فيقصر دون ري الجزء البري منها.
أولاً: إنزال الماء:
سبق القرآن الكريم العلم في الإشارة إلى حقيقة علمية أن الماء مصدره من خارج الكرة الأرضية وأن الله تعالى قد أنزله إلى الأرض بقدر معلوم أي أن الماء أنزل إلى الأرض إنزالاً كما أنزل الحديد:
وجه الإعجاز في الآية الكريمة هو دلالة لفظ (أنزلنا) يليه لفظ (فأسكناه)الذي يفيد نزول الماء من مكان أعـلى (السماء) إلى مكان إسكانه (الأرض) وهـذا ما كشفت عنه الدراسات الفضائية والجيولوجية في العصر الحديث فلفظ الإنزال سبق الإسكان وهذا مايدل على أن الماء مصدره من خارج الكرة الأرضية ونتيجة لدورة الماء في الطبيعة هل خرج الماء خارج نطاق الكرة الأرضية بأغلفتها المختلفة المتكونة من: الغلاف الصخري والغلاف الجوي؟ إذاً الماء الموجود داخل الكرة الأرضية هو نفس الماء الذي أنزل أول مرة فلو أن تفسير هذه الآية يدل على ماء المطر فهل هذا الماء بعدما سقط من السماء هل سكن في الأرض أي في الغلاف الصخري على هيئة مياه جوفية؟ بالطبع لا... إذاً هذا الماء خاضع لدورة الماء المنتظمة.
ثانياً: دورة الماء:
كل هذه الدورة المختلفة للماء ما كانت لتعرف حين تنزل القرآن فكان يظن قديماُ أن هذا الماء الذي ينزل من السماء على هيئة مطر هو ماء جديد في كل مرة بالرغم من أن هذا الماء أنزل جملة واحدة ودار دورته المختلفة في الكرة الأرضية وباكتشاف (دورة الماء) فكمية الماء المتبخرة هي نفس كمية الماء التي تعود إلى الأرض كأمطار وبعدما توصلت الأبحاث والنظريات أن الماء من مصدر خارج الكرة الأرضية يكمن الإعجاز في قوله تعالى (فَأَسْكَنَّاهُ) وهو لفظ دقيق معجز يفيد المعنى: أستقر واستوطن فقد سبق القرآن الكريم العلم عندما تحدث عن إنزال الماء وإسكانه في الأرض بأغلفتها المختلفة والأرض ليست بغلافها الصخري فقط بل تتكون من عدة أغلفة أهمها الغلاف المائي الذي نحن بصدده ويليه الغلاف الجوي (الغازي) الذي حافظ على إسكان الماء فتبارك رب العزة عندما قال: ( فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ).
ثالثاً: الغلاف الجوي:
يحيط الغلاف الجوي بالكرة الأرضية إحاطة تامة ويرتبط بها ولا يستطيع الإنفكاك عنها بسبب الجاذبية الأرضية التي تشده نحو مركزها ولو كانت جاذبية الأرض على الهواء ضعيفة لرق الغلاف الجوي أو تلاشي وهو الذي حافظ على هذا الماء داخلها حيث نلاحظ أن بعض الكواكب لا تحتوي على ماء نظراً لعدم وجود غلاف جوي لها مثل كوكب عطارد وكذلك القمر وهنا يكمن الإعجاز في الآية الكريمة وبلفظها الدقيق (فَأَسْكَنَّاهُ) هذه الحبكة الغازية حول الكرة الأرضية هي التي حافظت على الماء من التبدد فما زال الماء يسكن الأرض ولم تتناقص كميته أو تزيد منذ إنزاله للأرض بالرغم من خضوعه لدورته المختلفة فلو لم يكن للأرض غلافاً جوياً ما احتفظت الأرض بمائها ولتبدد في صفحة الكون.
رابعاً: الإعجاز الرقمي (التوافق العددي):
مجموع رقمي سورة المؤمنون وعدد آياتها ( 23+ 18)=41 وهذا الرقم يساوي مجموع أرقام كلمة (ماء) نكرة ومجموع أرقام كلمة (الماء) معرفة يساوي 72 وهي النسبة المئوية لوجود للماء في الكرة الأرضية وهذه المعلومة مشابهة تماماً لكلمة (الحديد) نكرة تساوي (26) العدد الذري ومعرفة تساوي (57) الوزن الذري مما يدل على عظمة اللغة العربية وعظمة القرآن الكريم.
العدد الذري للهيدروجين = 1 والعدد الذري للأكسجين = 8
الكـتـلة الـذريـة للهيــدروجـين تسـاوي (2.00784) والكـتلة الـذريـة للأكسـجين تســاوي (15.9994) وحـدة كـتل ذريـة وتستخـدم الكتلة الجـزيئية في حسـاب لقـياس الكـمي وحـيث أن الجـزيئات تكونت من تفاعـل كيـميائي وليـس عـن طريق تفاعـل نووي فإن الكتلة الجزيئية لجـزيء تسـاوي بالضبط مجموع الاوزان الـذرية للذرات المكونة له أي أن كتلة الماء الجزيئية الكتلة الجزيئية تساوي مجموع عدد كتلتي كل مـن عـنصري الهيـدروجـين والأكسجين تساوي ( 2.00784) + (15.9994) تساوي (18.00724) وحدة كتل ذرية وكتلة أكثر جزيئات الماء تواجدا تساوي (18.0105) وحدة كتل ذرية.
كتلة الماء تساوي (18.0105) وحدة كتل ذرية
وهـذا الرقـم هـو رقـم الآية الخـاصة بإنزال المـاء وهي الآية الثـامنة عـشر من سورة المؤمنون:
(وَأَنْزَلْنَا مِنَ السّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ( المؤمنون ( 18)
خاتمة:
وهنا تساؤل هل يستطيع العقل البشري أن يتوصل للمصدر الرئيسي للماء؟
لذلك فهذه النظرية (أن نشأة الغلاف المائي نتيجة لقصف المذنبات والنيازك) هي أقرب الحقائق العلمية ولا نقول أصحها بل أقربها نأخذ منها فقط توجيه الأنظار إلي أن مصدر الماء من خارج الكرة الأرضية عملية (إنزال الماء) وهو ما تشير إليه الآية الثامنة عشر من سورة المؤمنون وكذلك في قوله تعالى: (بِقَدَرٍ) والتي تدل على وجود مصدر رئيسي للماء في السماء العليا أنزل منه ماء الأرض وما يؤكد ذلك قوله تعالي:( وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) أي ماء؟! فمن المحتمل أن يكون هذا الماء هو المصدر الفعلي لماء الأرض.
دلوعه المنتدى- مراقب
- عدد الرسائل : 447
تاريخ التسجيل : 23/02/2007
رد: كل شئ عن نشأه الارض
جزاااااااااااااااااااااكى الله خير
ومنكى بنستفيد
محمود المصرى- عــضــو جــديــد
- عدد الرسائل : 16
تاريخ التسجيل : 24/03/2007
رد: كل شئ عن نشأه الارض
تسلم يا محمود على مرورك
دلوعه المنتدى- مراقب
- عدد الرسائل : 447
تاريخ التسجيل : 23/02/2007
رد: كل شئ عن نشأه الارض
مغسىىىىىىىىىىىىى قمرى دلوعه على الاستفاده منك
ويارب نشوووووووووووف منك المزيد
الووووووووووووووالى
رد: كل شئ عن نشأه الارض
شكرا دلوعة موضوع بجد جميل ونتمنى منك المزيد
اخوكى وزير الحب
وزير الحب- مراقب
- عدد الرسائل : 424
تاريخ التسجيل : 27/02/2007
رد: كل شئ عن نشأه الارض
ميرسي يا والى
ميرسي يا وزير
ميرسي يا وزير
دلوعه المنتدى- مراقب
- عدد الرسائل : 447
تاريخ التسجيل : 23/02/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى